مخاطر تغييب رجال السوق
في مصر كفاءات وطنية عظيمة في كافة التخصصات والمجالات، وفي قطاع السياحة المصري في تصوري أن هناك عشرات الآلاف من المصريين الذين استطاعوا النهوض بهذا القطاع منذ بداية تنميته وتطويره من ستينيات القرن الماضي، بعضهم رحل عن عالمنا والبعض الآخر تم تغيبه، وكثيرون هجروا هذه الصناعة لأسباب عديدة منها خاصة بهم ومنها فرض عليهم ذلك.
في الواقع هذا جزء من مشكلة كبيرة يعانيها هذا القطاع الحيوي في عصرنا هذا، شيوخ وفقهاء القطاع السياحي المصري تم تجنبهم تحت دعاوي كثيره ، منها مثلا إعطاء الأولوية للشباب لكي يتمكنوا من إدارة هذا الملف، ومنها بعض الخلافات السياسية ومنها التضييق عليهم بحجة محاربة الفساد.
أسباب كثيرة ساهمت في تغييب كفاءات وطنية عظيمة تستطيع النهوض بقطاع السياحة والفنادق، لست ضد الشباب ومع خلق أجيال حاضنة للسياحة المصرية وأيضا ضد الفساد والافساد، ولكن هناك آليات كثيرة كان يجب وضعها للتعامل مع كافة مكونات العمل الفندقي والسياحي من خلال فقهاء السياحة والسفر في مصر ، كان يجب تكريمهم والاستعانة بخبراتهم وتدريب الكوادر البشرية تحت رعايتهم.
جيلا يسلم جيل بدون خسائر ، كان يجب مناقشة هذا الأمر من خلال حوار مجتمعي شامل ، هؤلاء المستثمرين قضي عليهم بفعل فاعل ولحساب من ..! هؤلاء كانوا يملكون علاقات عامة قوية في الأسواق المصدرة للسياحة، وتتوافر لديهم عناصر ومفردات الثقة وجذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة ، لن اذكر اسماء حتي لا يعتقد السفهاء أنني ادافع عن أسماء بعينها ولكن أحاول أن أضع بعض الأمور في نصابها حتي لا نفقد أهم مواردنا البشرية لأن قطاع السياحة له وضعاً خاصاً عن أي قطاعات تنموية فهو قطاع يعتمد على الثقة وتراكم الجهود المبذولة وعلاقات عامة قوية مع مصادر الدخل السياحي في الأسواق المصدرة للسياحة.
شهدنا في تسعينيات القرن الماضي كوارث ارهابية ومع ذلك استطاع هؤلاء المصريين بالاتفاق مع منظمي الرحلات تحريك الطائرات الي مصر بدون تحميل الدولة أعباء إضافية ، أطالب بمناقشة بعض الظواهر التي خلقت أخطاء كبيرة.