لا أحد يستطيع أن ينتقد الوزير أحمد أبو حسين وزير السياحة المصري ، ليس لأنه فوق النقد المهني ولكن لأن فترة عمله بالوزارة لا تجعله مسؤولاً عن مشكلات ورثها من عقوداً مضت، الرجل مازال يدرس ملفات وقضايا ، ربما تحركاته لا تتسق والواقع الذي يعيشه قطاع السياحة المصري وحجم المتغيرات التي خلفتها أزمات سابقة داخل القطاع.
في تصوري أنه بدأ بالفعل العمل بعد الدراسة، وربما مازال يدرس ملفات تحتاج إلي وعي كبير قبل اتخاذ القرار ، لكن الجهود المبذولة من قبل بعض كبار الموظفين تؤكد أن الوزير يتابع عن كثب بل ويعيد تقييم الأمور بشكل عام ، الوزير ورث ملف الإعلام الذي يحتاج الي تغيير جذري لسياساته، وفي ظني انه من أهم الملفات التي يجب التعامل معها، لانه يمثل حجر الزاوية في منظومة متكاملة تحتاج إلي رؤيا واضحة في التوعية والتثقيف والتعامل مع الأحداث ومتابعة ما يثار من قضايا واراء والرد عليها ، لأن تجاهلها يعطي انطباعاً بعدم المهنية، ويخلق خللاً في منظومة السياحة التي عانت منه كثيراً، ويعطي إحساساً كبيراً بعدم الاستقرار المهني، وهذا يؤثر بالسلب علي قطاع السياحة.
وهذا لا نتمناه لمصر في ظل التحديات والتنافسية الدولية وتقلبات السوق العالمي، عمل الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية علي خلق استقرار الأوضاع في مصر وحفنة من موظفي ومستشاري السياحة لا تعي أهمية الجهود المبذولة لتحقيق أهداف التنمية السياحية.
الوزير أحمد أبو حسين يملك مهارات التفكير في اقتصاد السوق، ويعلم جيداً أهمية التواصل مع كافة مكونات العمل السياحي، الرؤية المهنية الإعلامية لا تعي العمل السياحي والفندقي، كل إنجازاتها الخبرية عن قطاع الآثار حتي أن المعالجات بها الكثير من التفاصيل المهنية التي تفقد الخبر أهميته، المستشار الإعلامي للوزير يحتاج الي تغيير المفاهيم الأساسية والسياسات العامة التى هى المكون الأساسي في تداول الخبر، كما يفتقر إلى الحرفية والمهنية في صناعة الخبر .
البيان الصحفي الصادر عن وزارة السياحة لا يجب أن يكون مجرد بيان عن بعض الأحداث بل يجب أن يحتوي على تفاصيل كثيرة مدعمة بأرقام وصور ، يجب أن تكون المعالجة أكثر حرفية، قد تكون إنجازات ونجاحات مفردات العمل السياحي كبيرة، ولكن لا أحد يستوعب ذلك بسبب عدم توصيل المعلومة، بشكل يتناسب والجهود المبذولة، قد تكون هناك إنجازات ولكنها تظل حبيسة الأدراج بسبب تجاهل نشرها، مؤسسات القطاع السياحي تحتاج من الوزير احمد عيسي أبو حسين جهود كبيرة نأمل في تحقيقها حتي نستطيع أن نحلم ونحقق احلامنا لهذا القطاع.
آفات السياحة تزايدت في ظل غياب المفاهيم الصحيحة والأساسية خلال فترات الانحسار مثل الإعلام والتدريب المهني وجودة المنتج السياحي بالإضافة إلى التوعية وخلق أجيال حاضنة للسياحة وقضايا المجتمعات المحلية، وإجراء الانتخابات في الغرف السياحية، ومواجهة التحديات في الأسواق المصدرة للسياحة.