حاولت أن أتذكر كيف بدأت الفكرة، حاولت ان اعرف متي تملكني هذا الشيطان، هل عصفور من الشرق طلسم من طلاسم الفراعنة، أعلنت المضيفة بداية الهبوط الي أرض المطار، ضحكت ساخراً في قرارة نفسي، وأنا أتذكر بداياتي في كتاب الشيخ حسن البعو ، و تذكرت اللوح الصفيح الذي كنت أكتب عليه المفروض عليا من اجزاء.
ها أنت يا ابن الحاج عثمان تهبط في باريس، ها أنت بعد تسلقك نخلات أبيك لتجمع البلح النارخ غير المستوي تصل الي باريس، فجأه ارتطمنا بالارض. الشتائم المهذبه لاحقت الطيار، أمتلكني رعب شديد وأنا امسك شنطتي الصغيرة البالية، وأتحسس الكتاب الذي قادني الي هنا، دلفت في الاتوبيس، رائحة البرفانات الباريسية اصابتني بدوخة لذيذ، أخيراً أنا في باريس.
بحثت عن عنوان الغرفه التس ساعيش فيها ، بلاس دي ايتالي هذا هو العنوان، كل أمنيتي ان لا يكون بعيد عن الحلم الذي قلب حياتي رأس علي عقب، سائق تاكسي تبدو العنصرية من نظرته، و كأنه يسالني من جاء بك الي هنا، بادرته بفخر شديد أنا مصري . يبدو أن هذا لا يساوي عنده شيئا، حاولت ان أساله عن أي شئ و لكن بلطف شديد تجاهلني، أخيراً نحن امام العقار رقم ٣، المبني قدبم جداً، احتضنت شنطتي الخضراء تذكرت طلب امي ان اربطها بحبل حتي لا يسرق ما بداخلها و ضحكت.
استلمت مفتاح قديم موصول بقطعه نحاس عليها رقم ٨، اذا غرفتي تحمل هذا الرقم، و كاني داخل الي الاليزيه دفعت الباب و القيت نفسي علي سرير ابيض معدني اشبه بسرير في القصر العيني، رتبت اغراضي . و ضعت المصحف بجانب السرير كما عاهدت امي، و انا ابحث عن اشيائي لمست يدي شئ مطبق بعناية، من الحبر الاحمر الذي عليه علمت انه حجاب دسته امي في ملابسي، أعرف خط من هذا أنه الشيخ جابر القط الذي لا تتحرك امي بدون مشورته.
كنت اريد ان اهاتف امي لاخبرها ان حجاب الشيخ جابر القط لن يجدي مع باريس. و ان شيطاني الذي استحوذ عليا اقوي من حبر الشيخ جابر القط، أنتهيت من ترتيب اشيائي، بدون انتظار قررت ان ابدء الرحله كانت الساعة حوالي الخامسة مساء وحاولت ان استريح و لكن عبثا، انا ذاهب الي هناك. كنت قد عرفت مسبقا كيف الوصول الي هناك، الحي اللاتيني هو مقصدي، أريد ان ألمس كل حجر في هذا الشارع، أستقليت المترو الذي قادني الي اول مدخل للحي اللاتيني.
ذهول تملكني. أشم رائحة التبغ الفرنسي الثقيل ، وضعت يدي في جيبي. و بدأت المغامرة، الصعيدي ابن جبل القرنة في الحي اللاتيني، سامحك الله يا استاذي توفيق الحكيم فانت وعصفورك هو من قادني الي مدخل شارع سيغير خريطة ايامي ويغير جميع أحلامي.. سامحك الله