في العالم حالياً أصبح المزاج العام يدور في فلك ثلاث قضايا رئيسية الأولي إنتشار الاوبئة، والخوف من العدوي، ومسبباتها وتداعياتها، وربما التعافي منها أصبح وشيكاً.
الثانية: تدهور العلاقات السياسية في أوروبا، والتي خلقت مزاجاً عدائياً بين شعوب هذة القارة غير المتماسكة، وثالثا والأهم حالة التدهور الاقتصادي نتاج ما سبق ذكره، والتي أثرت بشكل كبير علي قرار الأعاشة، والتكيف مع حالة التقشف التي فرضتها الأزمة الإقتصادية الطاحنة حسب التقارير الواردة من خلال وسائل الإعلام الغربية الينا.
الوضع سيء، ويزداد سوءاً، في ظل مشكلات الطاقة، والغذاء التي خلفتها الصراعات السياسية، والتي فرضت نفسها علي الأقتصاد العالمي ، في ظل تلك الأوضاع، والمسببات أصبح قرار السفر مستبعد لفئات كانت تقضي الأجازة بالتقسيط أي ” بالدين ” كانت شرائح مجتمعية كثيرة العدد في أوروبا تسافر بضمان قروض بنكية، وهذا اصبح غير متاح في ظل تردي الأوضاع الاقتصادية، هذه معضلات تواجه ملف السياحة والسفر في العالم .
رغم ذلك أقدمت بعض الحكومات علي دعم السفر لمواطنيها الي مقاصد محددة، وهناك مطالبات بوقف هذا الدعم، وعدم تشجيع المواطنيين علي السفر، التقارير تشير إلي أن سوق السفر في العالم قد يفقد ٥٠% من راغبي قضاء الأجازة في العالم، والسؤال الاهم هل يتوحد العالم في مواجهة شبح إفلاس شركات الطيران، وهو محتمل علي نهاية العام ؟.
الاجابة لا يملكها أحداً فهي تتعلق بنهاية الصراع السياسي ان كانت هناك نهاية محتملة، وايضاً بتعافي الاقتصاد العالمي، والسؤال هل هناك إجراءات لحماية العمالة، ودعم قطاع الفنادق، والسفر في العالم لمواجهة الانحسار المرتقب، بعض الخبراء يؤكدون أن ذلك ضروري، ولكن يحذرون من ارتفاع فاتورته وتأثيرها علي الاقتصاد العالمي.
ولا يملك أحداً سوي العمل علي حل الصراعات السياسية سريعاً، والوصول الي حلول لمواجهة حالة التدهور التي يمر بها الاقتصاد العالمي، والتي تتأثر به الاحوال المعيشية في العالم.
أثبتت كل تلك الأحداث، والمتغيرات أن قطاع السياحة ربما ارباحه سريعه، وعالية ولكن يتأثر بسرعة بالأحداث، والعوامل المحيطة والفاعلة في العالم لذلك الاستثمار السياحي يعاني، ويعيش حالة لا تتسق، والواقع المعيشي لدول كان ينظر اليها علي أساس انها من العالم المتقدم اقتصادياً واجتماعياً.
السياحة تعيش صراعاً بين الواقع والأسطورة، وبين التعايش مع الأحداث والأفلاس المالي ، من يصمد في المواجهة قد يتعافي، ومن يسقط في بئر الأفلاس لن ” تقوم له قومة ” الاجراءات في مواجهة كل ذلك التقشف، والتقشف والحد من الانفاق والحفاظ علي الحد الادني من المقومات المعيشية.
الأساطير في السياحة طالت بعض المقاصد السياحية قبل دول السوق، وظهرت علي السطح قضايا قد تطيح بكبرى الشركات العالمية التي تعمل في تحريك ما يقرب من ثلث الراغبين في قضاء الاجازة، وبدأت شركات عملاقة في بلاد مثل تركيا تتحدث عن معاناة الصمود في مواجهة الأحداث الدولية، وسيطرت علي المشهد حالة من الترقب لكن التوقعات ايضا تؤكد أن مقاصد سياحية في الشرق الأوسط، والوطن العربي لن تتأثر كثيرا ًمثل مصر ، والاردن، والسعودية، والإمارات نظراً لتدني تكلفة السفر، ولدواعي أمنية، وصحية، واجتماعية واقتصادية.
لذا يطالب خبراء السوق في العالم باعادة تغيير أو إنتاج خريطة استثمارية جديدة في صناعة السياحة، والمقصود هنا ادخال مفردات داخل المنشأة السياحية مثل السياحة العلاجية التي اصبحت تجذب شرائح جديدة ، والاهتمام بالرياضيات السياحية، والعمل علي ربط الاستثمار السياحي بالمجتمع، وتحقيق درجات التعاون في بعض الحرف التراثية، والموروثات الثقافية، والانشطة الاجتماعية، بالاضافة الي خلق أنشطة ثقافية محلية تساهم في أمور عدة منها تحقيق نسب إشغال للفنادق – مبادرات السياحة الداخلية – ورفع الأعباء المالية، أو بعضها عن كاهل المنشأة السياحية.
في اطار المتغيرات الدولية لابد من البحث عن صيغة لتوافق الاوضاع تساهم في الاستمرار، وتتعايش مع الواقع بعيداً عن أساطير السياحة، والعمل فيها، وهنا لابد ان تلعب مؤسسات القطاع الخاص مع مؤسسات الدولة دوراً مشتركاً في تنمية الوعي واحداث متغير يطابق الواقع، ويتعامل معه، ويحافظ علي الاستثمارات الفندقية، من السقوط في بئر الأفلاس أو البيع للغير أو الإجبار علي الخروج من السوق.