راندا سالم
“ياسيدى العوام ياغالى.. ماتشمت فينا أحد”.. هذه العبارة يعرفها جيدًا أهالى مطروح، وهى كانت تتردد تبركًا بسيدى العوام الذي يوجد ضريحه داخل مسجده الشهير على كورنيش مدينة مرسى مطروح، والذى يعد من أكبر وأعرق مساجد المحافظة، والتي يقبل عليها أهالي مدينة مرسى مطروح وزوارها فى شهر رمضان، حيث يجتمع المصلون بكثافة فى صلاة العشاء والتراويح .
ويعد مسجد العوام تحفة معمارية إسلامية أشاد به جميع زواره من جميع المحافظات ودول شمال إفريقيا، وقد تم ترميم المسجد بالكامل وإنارة ساحته الخارجية ومئذنته بإضاءة ملونة احتفالًا بقدوم رمضان.
ولصاحب المسجد قصة غريبة كما يرويها لنا العمدة إدريس أبو السويطية من كبار عواقل قبائل المحافظة قائلًا: “إن بداية القصة تعود إلى الأربعينيات من القرن الماضي عندما عثر الأهالى على جثته غريقا على الشاطئ بكامل هيئتها لم تتحلل من البحر، وجاء صورة سيدى العوام فى المنام للقائد العسكرى الإنجليزى لمطروح آنذاك والذي شاهد لحظة العثور عليه غريقا فى البحر فأخبر مشايخ مطروح بالمنام فتم إنشاء زاوية حول القبر ثم مسجدا فى الستينيات فى عهد الرئيس جمال عبد الناصر، وأطلق عليه اسم العوام نظرا لأنه كان شخص مجهول الهوية حيث لم يتعرف عليه أحدا من أهالى مطروح .
وأضاف أن مولد سيدى العوام الذي يوافق تاريخ العثور عليه غريقا كان يتم الاحتفال به كل عام، وكان يشهد إقبالا كبيرا من أهالى مطروح، حيث كانت الخيام تضرب حول الجامع لمدة أسبوع احتفالا بمولده حتى تم منع إقامة الاحتفال بمولده فى الثمانينات بعد انتشار الدعوة السلفية بمطروح .
وقد شهد مسجد العوام والضريح زيارات لرؤساء دول عربية، حيث زاره الرئيس الراحل جمال عبد الناصر عام 1969، والرئيس معمر القذافى، والرئيس الأوغندي عيدى أمين، والرئيس حافظ الأسد، كما زاره الرئيسان أنور السادات وجعفر نميرى، بالإضافة إلى عدد من الوزراء السفراء.
ويعد المسجد والضريح الآن مزاراً سياحيا لكل زائرى ومصطافى مدينة مرسى مطروح .
ومؤخرا قام اللواء خالد شعيب محافظ مطروح بافتتاح أعمال التطوير التى جرت بالمسجد ودار المناسبات الملحقة به قبل رمضان الجاري .