حي مصر الحديدة يصرخ بحثا عن حل

مصر الحديدة أحد أحياء القاهرة وواجهتها من الجهة الشرقية وأول من بستقبل القادمين من انحاء العالم لوجود مطار القاهرة انشئه البلجيكي بارون امبان عام ١٩٠٥ وهو الذي انشيء قصر البارون الشهير.
حي راقي وقد خاض الحي في هذه السنوات مع خطة التنمية الشاملة في جمهوريتنا مخطط تطوير يشمل بناء كباري جديدة وتوسعات في حارات السير بالشوارع نتج عنها انسيابية مرورية واصبحت مصر الحديدة حي مميز عصري اكثر تطوراًوشمولاً و ابتدت الآن مشروعات التزيين والمساحات الخضراء واللافتات تتوالي وفق معايير منظمة وحديثة تليق بالمنطقة.
وهنا اتوقف … تعودت في الآونة الاخيرة أتردد لاول مرة بعد وقت طويل علي هذا الحي الراقي في زيارة لاحد افراد عائلتي رأيت طفرة تطوير بنيوي ولوجيستي علي اعلي مستوي أرتسمت علي ملامح مصر الجديدة، ومضة جمال شوارع واسعة سهولة في المرور كباري لاختصار الطرق مقاهي خمسة نجوم ، الخ .
ولكن مع كل اسفي لفت نظري اكوام القمامة المبعثرة في معظم اركان الشوارع ظاهرة غريبة وعجيبة معضلة جسيمة ! ولأن حينما تبحث عن حل مشكلة يجب اولا ان تحدد سببها الرئيسي ثم تبدأ في وضع الخطة لحلها، انتابني فضولي وحبي لوطني ان أبحث في هذا الامر وأسأل قاطني المنطقة عن اساس هذه المشكلة لكنني لم اقتنع يشرح وافي ودقيق غير من مهندس استشاري احد قاطني منطقة هليوبوليس والذي سرد لي الآتي:
حي مصر الحديدة كان نموذجًا يحتذي به في نظافة الشوارع وتنسيق الحدائق واعتادت السكان ان تلقي القمامة في الصناديق الضخمة التابعة لادارة الحي ثم تأتي سيارات المحافظة لتجمعها وتلقيها في المقالب العمومية وهي ارض كبيرة بالمقطم او منشية ناصر وغيرها يفرز فيها القمامة ليقوموا المنتفعين بتدويرها وتقوم عملية الفرز علي فصل المخلفات من الزجاج والبلاستيك والكارتون والقماش ثم يتبقي القاذورات وفي هذا التوقيت كانت تقوم هذه المناطق علي تربية الخنازير حتي تقوم هذه الأخيرة باكل جميع بواقي القمامة الغير نافعة وتعتبر الخنازير وسيلة كبيرة من وسائل التجارة وقتها حتي جاءنا بما يسمونه بانفلونزا الخنازير ما جعلهم يقتلون جميع الخنازير و ذلك عام ٢٠١٠ بالاضافة الي ان الغيت تماما مقالب القمامة العمومية .
من هنا تفاقمت المشكلة واختلطت روح النكوص وقلة الهمة والغوغاء والنياشين واصحاب المصلحة ليعانوا سكان هذه المنطفة من انزعاج وتوجس والحرمان من حقهم الشرعي ان لا تلقي انظارهم وهم في بدايه سعيهم من منازلهم علي اكوام قمامة في منطقة من احمل مناطق مصر
واعود لاستكمل سيناريو الوسواس والرائحة الكريهة التي تأتي وسط نفحات نسيم عليل وارجاء حي عظيم واليكم ما يحدث الآن:
جميعنا نعرف اننا ندفع رسوم النظافة مع ايصال الكهرباء يقوم المواطن بوضع القمامة في مكانها المعتاد ثم يأتي احد عاملين النظافة المحترمين لياخذها من المبني ويلقيها في مكان محدد يوجد له صناديق كبيرة التي للأسف اصبحت غير موجودة الآن لاسباب غير معلومة ، الكارثة تأتي عندما يأتي”النباشون” واصحاب المصلحة لينبشوا في الاكياس وفي نفس هذه المكان لاخذ الكارتون والزجاج والبلاستيك الخ سعيا’ للرزق ويتوجهوا بها مباشرة لاماكن التدوير ويتركوا النفايات والقاذورات التي كانت تاكلها الخنازير في المقالب وتترك السكان في مهب الريح لتتكون علاقة صداقة واواصر ترابط بينهم وبين القاذورات يوميًا ويكسر فيهم ايقونة السعادة بالتطوير والازدهار الذي حدث في الحي يالها من ماساه وياله من مسئول علي كاهله الكثير اين هو ؟.
لا انكر انه يوجد مساعي كثيرة تقوم بها المحليات، ورؤساء الاحياء والمحافظة من اجتماعات ومخططات من تقسيم الحي الي مربعات وانشاء اماكن التدوير ، التعاقد مع شركات اجنبية اسباني وغيرها ، مشاركة المجتمع المدني ، محاولة نقل القمامة مباشرة من المتعهدين الي محطات المناولة ،،،الخ ،، ولكن اسفا” دون جدوي.
وحيث إنني مقيدة بعدد كلمات في مقالتي هذه سوف اطرح في مقالة قادمة الحلول لعلي استطيع ان اساهم بأقل بصيرة لايجاد مخرجا تهلل به اسارير ضواحي حي مصر الحديدة الراقي