الصين ، إسرائيل ، تركيا ، السعودية ، الامارات ، إيران أستطاعت السيطرة الكاملة علي مفاصل الأنشطة الاقتصادية في دول أفريقيا ، تختلف هيمنة دول في دولة وتختلف الأساليب والوسائل ، مثلا أستطاعت إسرائيل أن تسيطر علي مفاصل الأنشطة الاقتصادية والخدمية بعدة دول في قارة أفريقيا وفرضت نفوذا وصل للتدخل في صناعة قرارات مصيرية في بعض الدول.
مثلا تقوم إسرائيل بعلاج بعض الوزراء وأعضاء البرلمان في دول عديدة بافريقيا داخل مستشفياتها، وتساهم في التعاون الزراعي بشكل قوي جدا وتقوم شركات المقاولات الإسرائيلية بأنشطة كبيرة كما بدأت الترويج للسياحة الاسرائيلية في عدة دول ، وهناك رحلات أسبوعية للطيران الإسرائيلي في دول القارة الأفريقية .
كما بدأت إسرائيل في زراعة اراضي داخل أفريقيا، وبناء مستشفيات ومؤسسات تعليمية وإسرائيل تسير علي خطي الزعيم جمال عبد الناصر بعد انسحاب مصر من أفريقيا عقب أحداث أديس أبابا ، فراغاً كبيراً أستطاعت إسرائيل أن تنشط ، في دول غرب أفريقيا وجنوبها وشرقها ، تعليم وصحة ومستشفيات وصناعة وزراعة هذه الأنشطة التي تتصارع عليها إسرائيل مع دول آخري والصراع هنا اقصد به المنافسة في أسواق أفريقيا .
بحسب بعض الدراسات تفوقت إسرائيل علي الدول العربيه في افريقيا، والمنافسة حامية الوطيس بين الصين وإسرائيل في افريقيا، وهذا سأفرد له مقالا طويل _ لأن الصراع بينهم يحتاج الي توضيح لعناصره ومفرداته.
تتمدد الصين، وإسرائيل، والإمارات، وإيران، والسعودية، وتنكمش شركات مصرية بدأت نشاطها من خمسينيات القرن الماضي _ لا أفهم الإنكماش الذي مارسناها تجاه أفريقيا. يقول رجل الأعمال الدكتور سعيد دراز أن الأشقاء في دول أفريقيا يرحبون بالمصريين، ومازالت مصر لها مكانة في قلوبهم، لكن التواصل، والتعاون لابد أن يقوم علي أسس المشاركة.
وأفريقيا أصبحت دول الصراع فيها من أكثر المناطق آمناً في العالم ، وهناك نهضة كبيرة علي المستوي الصحي والزراعي والتعدين ، والاستثمار فيها آمن ويتطلب قدراً من المصداقية.
يشدد ” دراز ” علي ضرورة خلق بيئة حاضنة للتعاون المشترك من خلال التواصل مع حكومات أفريقيا، ويضيف أن الرئيس عبد الفتاح السيسي يهتم بهذا الملف وتري زعماء افريقيا في مصر خلال السنوات الماضية، ولكن لابد أن تقوم مؤسسات الدولة بدورها تجاه أفريقيا .
كثيرون من رجل الأعمال الذين يملكون إستثمارات في أفريقيا يتحدثون نفس اللغة، ولهم نفس المطالب، والتي تتلخص في قوانين التجارة مع أفريقيا والتشريعات التي تساهم في سهولة التعاون المشترك في مجالات التجارة والاستثمار والسياحة والمقاولات والصناعة.
أنا شخصيا لا أفهم لماذا لا تقوم مؤسسات السياحة بالتواصل مع الأسواق الأفريقية لجلب السياحة الي مصر ، الامارات فعلتها ونجحت وإسرائيل وتركيا وإيران والسعودية تلعب دوراً كبيراً من خلال رجال أعمالها، ومشروعاتها الدينية، والاستثمارية، وتشكل الإستثمارات السعودية في افريقيا نسبة كبيرة مقياساً، بدول آخري .
أردوغان وحكومته التي لا يمر شهراً بدون زيارات، واتفاقيات، وبروتوكولات مع دول في افريقيا .
قطر الدولة الأصغر في الوطن العربي تمتلك استثمارات ضخمة ومشروعات ثقافية واجتماعية ، لا أجد كلمات تعبر عن عميق حزني لتجاهل هذا الملف الاكثر أهمية في عصرنا هذا.