21 مارس عيد المرأة

هو اليوم الذي نتقدم بجزيل الشكر و نرفع أسمى وأطيب كلمات التهاني لكل ( أم-أخت-زوجة-بنت-خالة-عمة-جدة-جارة) فهي نموذج متفرد فى العطاء والنجاح،ورمز التحدى والصمود وإثبات الذات.
الأم اقدس من معانى الانسانية جميعاً، فكلمة الأم معناها الوالدة. وأم الشيء أصله ومجمعه؛ كما في مختار الصحاح، ولذلك سميت الأم إما لكونها أصلا كل شئ فهي مجمع خلق الإنسان إذ يجمع في رحمها، وقد تفرع عنها وهي عماده، وأم كل شيء أصله وعماده. قال ابن دريد: كل شيء انضمت إليه أشياء فهو أم لها.
لقد بدأت مصر عادة تكريم الأم منذ آلاف السنين مع بداية نسج الأساطير، حيث تخيل المصريون القدماء في أساطيرهم أن السماء أما تلد الشمس كل صباح وقد اختار المصريون موعد الاحتفال بعيد الأم آخر شهور فيضان النيل عندما تكون الأرض الخصبة معدة لبذر البذور، أي وقت خصوبة الطبيعة في مصر، وهو شهر (هاتور) في التقويم المصري القديم، الإلهة (حاتحور) التي هي ربة الجمال والأمومة، ولقد شبه المصريون القدماء الأم بنهر النيل الذي يهب الحياة والخصب والخير والنماء».وكان يتم الاحتفال بعيد الأم مع شروق الشمس التي يعتبرون نورها وأشعتها رسالة من إله السماء للمشاركة في إن المصريين القدماء كانوا في ذلك اليوم يضعون للأم في غرفتها الهدايا والتماثيل المقدسة المعبرة عن الأمومة واعتبروا تمثال أيزيس التي تحمل ابنها حورس رمـزا للأمومة ورمزا لعيد الأم، فكانوا يضعونه في غرفة الأم ويحيطونه بالزهور والقرابين ويضعون حوله الهدايا المقدسة للأم في عيدها.
لقد وجد في كثير من مقابر الدولة الحديثة كثير من البرديات التي حوت نماذج من النصوص للأم في عيدها كما تحتوي المعابد المصرية على مشاهد مؤثرة للأمومة والطفولة، مثل ظهور الملكات في مصر القديمة وهنَ يرضعن أطفالهن كحال العامة من الأمهات دون حرج في ذلك ليرمز المصري القديم في تلك المشاهد إلى العلاقة الحميمة بين الأم والطفل، وهناك العديد من التماثيل التي مثلت الأزواج وكان دائما تحيط الزوجة زوجها بيدها وتضع يدها على كتفة أو تلامس يده دليل على عظيم احترامها له وتقديره والاعتراف بأهمية دورها، فقد كانت لها منزلة عظيمة باعتبارها منبع الحياة ورمز الدفء و الحنان والتضحية من أجل الأسرة وأولادها.
وقد لقبوها بلقب “نبت بر” بمعنى”ربة البيت”،وكانت الزوجة بالنسبة إلى زوجها ” ست ” أي سيدة و” حمه “أي حرمه لاتحل لغيرة وهى كذلك ” ست حمه” وسميت كذلك “حبسه” أي مستورة ،و”حمسه” أي رفيقته وهي أيضا ” مره ” اى حبيبة.. وكانت المرأة في مصر القديمة توصف بأنها “الفريدة المحبوبة التي لا نظير لها”.
ومن وصايا الحكيم أنى إلى ابنه
” يجب ألا تنسى فضل أمك عليك ما حييت فقد حملتك قرب قلبها وكانت تأخذك إلى المدرسة وتنتظرك ومعها الطعام والشراب فإذا كبرت واتخذت لك زوجة فلا تنسى أمك ”
ويوصى ايضا بالأم وحسن معاملتها ويذكر بما لها من أفضال فيقول:
” رد إلى أمك ضعف الخبز الذي أعطته لك وأحملها كما حملتك لقد كنت بالنسبة لها عبئا مرهقا وثقيلا وهى لم تسأم أو تضجر عندما أزف موعد مولدك وحملتك رقبتها ومكث ثديها على فمك سنوات ”
ويوصى بعدم عقوقها فيقول:”فتذكر أمك التي ولدتك وأنشأتك تنشئة صالحة فلا تدعها تلمك وترفع أكفها إلى الآلهة فيستمع لشكواها”
لقد ظهرت سمة تقديس الأم لأنها المسئولة عن العطاء وبقاء الجنس البشرى عن طريق الولادة فهي التي تعرف سر استمرارية الحياة ومن هنا تم الاعتقاد بأن الأم لديها سر الخلق وتعلقه بسر ديني يحكم أصل الحياة.وهي كذلك فعلا امي ثم امي ثم امي .