إحالة للأرشيف
مولانا .. جمال عبد الناصر ..!
بقلم : ماجدي البسيوني
هل بات علينا أن نتعامل مع جمال عبد الناصر كمجرد ذكريات محببة والسلام .. نحتفل بذكريات المولد وقيام ثورة يوليو والوفاة كما يحتفل أهالي القري بريف مصر بمشايخ طيبين كان لهم بعض البركات يطلقون عليهم الموالى فيقيمون لهم الموالد.. بتنا بذكريات عبد الناصر نرسل التهاني والمباركات ونلتقي أمام الضريح ونشد الأيادي ونهمس بأن هذا الصديق أصابه المشيب وذاك صار يمشي علي عصا وهذه تزوجت للمرة الثالثة ،ونسأل عن فلان الذي اعتدنا رؤيته وننتظر تشريفات لمبعوث الرئاسة ونوقع بدفتر الزيارة ونترقب وصول السيد محمد فائق أو أحد أبناء عبد الناصر ونتزاحم لأخذ صور مع فلان أو ترتان.. هل هكذا ما يجب علينا أن نمارسه وفقط عند كل ذكرى، ولا مانع من أن نستمع إلي اتهام فريق تابع لفلان لفريق آخر تابع أيضا لفلان..كثرت الفرق المتناحرة وكثر الفلانات ونسينا عبد الناصر نفسه، ولا مانع في مثل هذه الذكريات أن يخرج هتّيف لفريق بعينه ويطلق هتافا مجلجلا يناشد فيه عبد الناصر أن ينهض من قبره “عبد الناصر بص وشوف الخيانة ع المكشوف” وربما ونحن متأكدون أن كل الحاضرين بلا استثناء خونة لعبد الناصر نفسه ولنهج عبد الناصر بما فيهم كاتب هذا المقال.. نحفظ “عبد الناصر قالها زمان ان اتنين ملهمش أمان أمريكان والإخوان” ومنا من هرع ولهث وسال لعابه ليصبح وزيرا أو غفيرا إبان حكم الإخوان.. ومنا من غرق لشوشته غرقا في عشق وكلاء أمريكا وتمني لو سار خلف مخططها أو أداة من أدواتها. منا الكثيرون حفظة الميثاق ومنا من يحفظ خطبه عن ظهر قلب والناصرية منه براء ..علي طريقة السلفيين أو الدواعش لتطبيق فهمهم للإسلام والإسلام منهم براء فيقتلون من ليس معهم ويجعلوا كل ما كان لهم غنائم محللة شرعا، أما نحن الناصريون فنقتل عبد الناصر كل لحظة ونجعل من أنفسنا أوصياء وزعماء وحراسا للمعبد ونصدر الفتاوي الناصرية عن جهل جهول، فهذا ناصري وذاك لا يمت من قريب أو بعيد للناصرية..بارعون في تمزيق بعضنا البعض.. محنكون في إفناء أنفسنا، ما كان بمقدرة أعداء الناصرية أن يشوهوها فصرنا نحن وكلائهم مع سبق الإصرار والترصد. لا عجب إن كان أبناء عبد الناصر نفسه مختلفون فيما بينهم علي فهم الناصرية، فلا يمر حدث قومي أو حتى حدثا محليا إلا ونسمع أن الدكتورة تختلف مع المهندس، فننقسم فرقا فرقا أو ربما نخرج بنظرية البعد الثالث وهناك من يعض علي إصبعه بقوة حتي يسيل منه الدم وهو يقول: آه لو عبد الناصر كان موجودا…. لا عجب أن نسمع من بعض من يدعون بأنهم ناصريون وهم يرددون:علينا أن نثأر من البعث السوري لأنه أفشل الوحدة ، إلي هذا الحد وهذا الحقد وهذا الجهل وهذه الخسة تسمع بعضهم دون أن يدرك أو ربما يدرك ما البديل لو لا قدر الله وسقطت سورية،ولا عجب أن تسمع في اليوم التالي أن من ردد من قبل هذه الخيانات قد نال رضي أعداء الوطن وليس أعداء سورية فقط…ونسوا وأنسونا عن أي بعث يتحدثون، وأن هذا البعث الذي أفشل الوحدة هو نفسه من انقلب عليه حافظ الأسد بعد شهور قليلة من وفاة جمال عبد الناصر، بل الأنكى أنهم يتناسون عن غباء محدق أن حافظ الأسد نفسه هو من رفض نهج السادات علي طول الخط من اليوم الثاني لحرب أكتوبر/تشرين وصولا لكامب ديفيد ومرورا بفض الاشتباك الأول والثاني، وأن ما حدث لسورية علي مدى السنوات الماضية لكونها تتمسك بالثوابت القومية ولم تطبع ولم توقع فعن أي ناصرية يتشدقون..؟! ولا عجب أن تشاهد قلة ممن يدعون الناصرية في سورية وهم يستقبلون السفير الأمريكي قبل إعلان الحرب علي سورية وعلي مدى السنوات الثمانية الماضية ولا عجب أن تراهم نهارا جهارا كما تفتخر القحبة بممارسة القبح، فيعلنون عن تنسيقية من الرياض ظنا أنها دانت لهم فيتحالفون مع الإخوان وبني سعود وبني حمد وبني أردوغان وبني صهيون ومن يمارسون الذبح والسبي، وتسمعهم يؤكدون علي النهج الناصري عن أي ناصرية تتحدثون يا سفلة..؟! وعلي نفس الدرب باليمن تسمع عن قيادة ناصرية من العيار الثقيل حققت مجدا ناصرية في زمن تجاهل الناصريون عن عمد وتم تعينه وزيرا للخارجية ليتخذ من الرياض مقرا ومربعا، ثم نسمع تصريحاته الرنانة تمجد الدور الذي يقوم به تحالف بني سعود من دك كل ربوع اليمن دكا علي طريقة الأرض المحروقة… فأين إذا مجده الناصري الخائب..؟! أما الزعماء الوهميين بمصر فحدث ولا حرج كلهم يعرف أسرار وخفايا الآخر، هذا صنيعة موقف في مقتبل حكم السادات وقتما كان مراهق سياسة وظل يتعايش عليه وذاك استحوذ علي مخصصات اللجنة العربية لتخليد الزعيم وشيد بها مصنعا ما شاء الله وآخر يدعي وينظر ولا يزال كارنيه الحزب الوطني ملتصقا بالجيب الخلفي المثبت بالقاعدة ولا مانع أن يسوق أكذوبة أن الإصابة بأحد زراعيه بسبب اعتداء الإخوان عليه في إحدى المظاهرات وآخر كوش الكثير من أيام القذافي وهو نفسه من أيد “الربيع” ضد القذافي بعد أن فاز بقناة تلفزيونية ما لبث أن تخلص منها بالبيع وعاشر كان يتردد كثيرا علي صدام ثم وجه عقارب ساعته ناحية بني سعود لإنشاء قناة تلفزيونية أما هذا المستجد الأبهة ترحرح من سفرياته المتعدد لدولة الجزيرة التي عاصمتها قطر لإجراء لقاءات مع المغبون فيصل القاسم ولا يزال يحك جلد رأسه ويردد فلننس ما سبق وقاله عبد الناصر ووصفه لقطر حين قال: نخلتين وخيمة تختلف مع مصر، أما القادمة لتوها من سفريه من أمريكا بدعوة من الحزب الجمهوري فراحت تعيرني بالشيب وهو وقار لأنني مناصر لسورية قلب العروبة الذي سيبقي نابضا ..مرددة : سورية يا فلان….. كأنني كنت معها بنفس الرحلة المشعة بالنور. فأين جمال عبد الناصر والناصرية يازعماء من عنكبوت متهاوي وممتلئ بالوسخ..؟ دعوا الرجل القيمة والقامة خالدا في ثباته ولا تشوهوا قبره فزياراتكم لن تغسل عاركم ….. الناصرية تجدها في ذهن وعقل الشباب الواعي الذين رفضوا أن يلوثوا بالانتماء للدكاكين .. الذين يعرفون طريق الخلاص، المتسلحون بالثوابت ،لا يتلونون بالرماديات، يعرفون معني المقاومة وميادين المقاومة ويأملون الشهادة والنصر.. تحيا الناصرية في المزارع والمصانع لاكما يفهما المتخاذلون بأنها مجرد ضريح يرقد فيه الوالي.. الناصرية هى أن تمتلك الحق أولا وتمتلك القوة حتى تسترد ما أخذ منك فعلا لا مجرد طق حنك.