الحكومة الجزائرية : ضرورة توفير كافة الإمكانيات لإنجاح موسم الاصطياف 2018
الجزائر : أخبار السياحة
أجمع وزراء قطاعات الداخلية والجماعات المحلية، السياحة والشباب والرياضة والثقافة، على ضرورة توفير كافة الإمكانيات الضرورية لإنجاح موسم الاصطياف لهذه السنة،
في سياق تأكيد الأولوية التي يحظى بها هذا المجال في سياسة رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، الذي يحرص على جعل التنمية السياحية بالجزائر خيارا استراتيجيا.
واغتنم وزراء القطاعات المعنية مناسبة تنظيم اللقاء التحضيري لموسم الاصطياف لتقديم توجيهاتهم لكافة الفاعلين من أجل تجسيد مسعى النهوض بالسياحة كقطاع إنتاجي يمكن المراهنة عليه كبديل اقتصادي.
وأوضح وزير الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية نور الدين بدوي، خلال اللقاء الذي انتظم بقصر الأمم نادي الصنوبر بالعاصمة،
تحت عنوان «من أجل موسم اصطياف ناجح» بحضور وزير السياحة عبد القادر بن مسعود، ووزير الرياضة محمد حطاب، ووزير الثقافة عز الدين ميهوبي، أنه تم تسطير برنامج عمل خاص بموسم الاصطياف للسنة الجارية، بالتنسيق مع مختلف القطاعات الوزارية والفاعلين الأساسيين بهدف توفير كل الظروف الملائمة لإنجاح الموسم، ومن ثم النهوض بالسياحة كقطاع إنتاجي يمكن المراهنة عليه في تثمين ممتلكات الجماعات المحلية بهدف الرفع من مداخيلها وضمان تحصيل جميع الضرائب والإتاوات المستحقة التي تخصها.
واغتنم الوزير اللقاء لتوجيه تعليمات لولاة الولايات الساحلية الـ14 الذين تابعوا اللقاء عبر تقنية التحاضر عن بعد، لإنجاح موسم الاصطياف،
فضلا عن ترقية الاستثمار السياحي، من منطلق أن هذا التوجه تفرضه أهداف تنويع الاقتصاد الوطني التي تقتضي تفعيل آليات جديدة ومبتكرة من أجل خلق الثروة وتحقيق الإقلاع الاقتصادي من خلال رفع التحديات وتجاوز الصعوبات.
في هذا السياق دعا بدوي، الولاة ورؤساء البلديات إلى تذليل كل العقبات التي قد تواجه المستثمرين، والسهر على تعزيز التعاون والتكامل بين مختلف القطاعات ذات الصلة المباشرة وغير المباشرة بقطاع السياحة.
وبهدف إنجاح الموسم أشار الوزير، إلى تنصيب اللجنة الوطنية المكلّفة بتسيير ومتابعة هذا الحدث، مما سمح بضمان التنسيق على أعلى مستوى لرفع كل العوائق التي تمت معاينتها على مستوى 14 ولاية ساحلية خلال مواسم الاصطياف الماضية .
وإذ اعتبر رفع مستوى الخدمات المقدمة للسياح «لا يتم إلا من خلال احترام المبادئ التي تشكل أسس السياسة السياحية»،
أشار بدوي، إلى أنه تم تفعيل مخطط «دلفين» من خلال تجنيد أزيد من 20 ألف دركي لضمان أمن الأشخاص والممتلكات طيلة موسم الاصطياف،
إلى جانب تفعيل المخطط الأزرق الذي تعمل المديرية العامة للأمن الوطني في إطاره على تسخير كافة الوسائل المادية بهدف ضمان الأمن والسكينة للمواطنين خلال الشهر الفضيل
وطيلة موسم الاصطياف من خلال تأمين الأماكن العمومية التي تشهد إقبالا معتبرا.
ودعا الوزير في هذا الصدد الولاة إلى تعزيز دور اللجان الأمنية على مستوى الولايات الساحلية من أجل التصدي للمستغلين غير الشرعيين للشواطئ ووضع حد لكل التجاوزات، بغية حماية حقوق ومكتسبات المصطافين وحماية هذه المساحات، التي هي ملك للمواطن بقوة القانون.
وشدد في هذا الإطار على أن السياسة السياحية للجزائر مرتكزة على «ضمان الدخول الحر والمجاني للشواطئ، والحرية التامة للمصطاف في استخدام مستلزمات الاصطياف الخاصة به أو استئجارها على مستوى الشواطئ.
على صعيد آخر دعا بدوي، إلى ضرورة الحفاظ على الصورة الجمالية لولايات وبلديات الوطن، من خلال القضاء على المفرغات العشوائية،
فضلا عن الوقاية من التسممات الغذائية بمراقبة البيع العشوائي للمواد الاستهلاكية على مستوى الشواطئ، مع تكثيف عمليات المراقبة التي تقوم بها الفرق المشتركة على مستوى المحلات التجارية.
في نفس السياق أعلن بدوي، أنه سيتم إطلاق الطبعة الأولى للقوافل التحسيسية حول نظافة المحيط تحت شعار «معا لبناء بيئة نظيفة وجزائر جميلة»،
مشيرا إلى أنه تم لهذا الغرض تخصيص اعتمادات مالية قاربت 300 مليون دينار بعنوان 2018.
وزير السياحة: تعليمات لاستدراك التأخر في إنجاز الهياكل
من جهته يراهن وزير السياحة عبد القادر بن مسعود، على نجاح موسم الاصطياف القادم، من خلال تنفيذ جملة من العمليات التي ضمّنها في تعليماته المسداة لمديري السياحة عبر مختلف مناطق الوطن من أجل السهر ومتابعة كافة التحضيرات الخاصة بموسم الاصطياف، إلى جانب استدراك التأخر في إنجاز الهياكل السياحية.
وأشاد الوزير في هذا السياق بالتزام القطاعات الأخرى لضمان التنسيق الأفضل فيما بينها،
مشيرا إلى أن رهان البلاد يكمن على المدى البعيد في ترقية السياحة على ضوء اعتماد المخطط الوطني لتهيئة الاقليم لـ 2030.
وزير الثقافة: توسيع النشاط السياحي للوصول إلى الاحترافية
أما وزير الثقافة عز الدين ميهوبي، فقد ركز في كلمته على ضرورة الوصول إلى الاحترافية الحقيقية من خلال توسيع النشاط السياحي إلى المناطق الداخلية،
علاوة على توفير الظروف الملائمة ووضع منهجية تنتهي في النهاية إلى إرساء منظومة وطنية ذات بعد ثقافي بشكل عام.
وبخصوص برنامج دائرته الوزارية لموسم الاصطياف القادم، أوضح ميهوبي، أنه تم التركيز على المهرجانات الوطنية الفنّية من أجل تسويق المنتوج الوطني،
إلى جانب توجيه جملة من القوافل الفنية إلى المناطق الداخلية، كما تم تسطير 11 مهرجانا وطنيا ودوليا خلال شهري جويلية وأوت.
وبالإضافة إلى تنظيم مكتبات متنقلة على مستواها أشار الوزير، إلى أن الشواطئ ستستفيد هذا العام من عروض سينمائيةّ مع تنظيم قافلة سينمائية ستجوب مختلف مناطق الوطن تحت عنوان «السينما للجميع»،
فضلا عن تنظيم مشاريع فنية نشطة من خلال استقدام فنانين من الجالية الوطنية في الخارج لإحياء حفلات في الجزائر وكذا إرسال فنانين من الجزائر لتنظيم حفلات للجالية في المهجر في سياق تكريس التفاعل الايجابي.
وزير الرياضة: مخيمات صيفية لشباب الجنوب والهضاب العليا
من جانبه وصف وزير الشباب والرياضة محمد حطاب، العمل القائم بين مختلف القطاعات الوزارية لإنجاح موسم الاصطياف ببادرة خير وخطوة محفّزة لتطوير مجالات الشراكة والتعاون من أجل تكريس تنمية مستدامة.
وبعد أن أشار إلى أن قطاعه دأب منذ سنوات على المشاركة في برنامج الاصطياف أوضح حطاب، أن 30 ألف شاب من الجنوب والهضاب العليا سيستفيدون هذه السنة من إقامات بالمخيمات (مخيمان في كل ولاية ساحلية)، فضلا عن تشجيع ثقافة التطوع بين أوساط الأطفال و الشباب.
وبعد تذكيره بتسطير قطاعه لبرنامج خاص بشهر رمضان وذكرى عيد الاستقلال، ركز الوزير في كلمته على التحضيرات الخاصة بالألعاب الافريقية للشباب في طبعتها الثالثة التي ستحتضنها الجزائر،
داعيا قطاع السياحة لتوسيع النشاط عبر الفضاءات المخصصة لبيع المنتوجات الحرفية اليدوية للتعريف بالبعد الثقافي للبلاد.
وعرف اللقاء مداخلات لممثلين عن الوزارات المشاركة والهيئات الأمنية، حيث تم استعراض برامج دوائرهم القطاعية في مجال التحضير لموسم الاصطياف.
كما تم على هامش هذا اللقاء الوطني تنظيم معرض بمشاركة 10 متعاملين يمثلون هيئات حكومية، بهدف تسليط الضوء على مجهودات الدولة من أجل ضمان تنظيم أفضل لموسم الاصطياف 2018.