فنادق البوتيك … فكرة بدأت في امريكا وانتقلت لأوربا ويطلبها المستثمرين الاجانب من رانيا المشاط
بقلم / خديجة طرفاوي
وهل سيكون Boutique Hotel هوالمسمار الأول والأخير الذي سيدق في نعش سياسة (all inclusive)،
التي اودت بالمستوي والمنتج السياحي إلي أدني مستوياته والتي جعلتنا نقبل بشروط الشركات السياحية العالمية التي جعلته أهم شروطها لكي تقبل بتسكين الفندق مقابل عدد قليل من الدولارات التي لا يتجاوز الـ 50 دولار في كثير من الأحيان،
في حين يمكن أن نقدم الـ Boutique Hotel خدمة افضل مع التخلي عن سياسة all inclusive المقصود بها تقديم ثلاث وجبات مع soft drink مجاناً وبــ100دولار بدلاً من 50 دولار معتمدة علي زبائنها من خلال الحجز المباشر بدون أي وسيط أي بين السائح والفندق Boutique Hotel بدون تدخل من شركات السياحة ولكن يعتمد هنا علي زبائن
(Last minute) عن طريق شركات الطيران والذين يبحثون عن تذاكر مخفضة في اللحظات الأخيرة،
فمثلاً قد يجد السائح تذكرة علي أحد خطوط الطيران ولتكن الخطوط الجوية التركية أو الأماراتية أو Fly pubih بـ 60 دولار لرحتله من الأمارات للقاهرة ، أو من ألمانيا للقاهرة ،
في حين لو سافر نفس الرحلة علي خطوط مصر للطيران في الوقت العادي وليس
Last minute)) سيدفع 600 دولار وبعد أن يحجز تذكرته يبدأ السائح في البحث عن الفندق المناسب لرحلته في متوسط سعر تذكرة الطيران لتكون أولي أولوياته المفضلة Boutique Hotel و«البوتيك»،
كلمة فرنسية في الأساس «Boutique»، وتعني المتجر الصغير،
ومن ثم يختلف فندق البوتيك كثيرا في طابعه عن الفنادق الكبرى والسلاسل العالمية الشهيرة،
والتي بعضها انضم مؤخرا إلى هذا الاتجاه وقام بافتتاح بعض الفروع التي تنتمي لـ«فنادق البوتيك».
وتاريخيا بدأ هذا الاتجاه الفندقي في الظهور في ثمانينات القرن الماضي بسان فرانسسكو، وبعدها انتقل إلى أوروبا،
حيث كانت بدايات ظهوره في لندن بفندق «بلاكس» Blakes، والذي صممت ديكوراته المصممة العالمية أنوشكا همبل،
وفي الولايات المتحدة حيث كان فندق مورجنز Morgans في نيويورك، وفي سان فرانسسكو فندق بيد فورد Bedford،
بدأ بعدها في الظهور والانتشار تباعا في بلدان عدة حول العالم، مثل تايلاند وإسبانيا وتركيا وماليزيا،
إلا أن هذا الاتجاه يعد حديثا نسبيا في مصر والعالم العربي، حيث أخذ في الظهور والنمو ربما لمقتضيات الحاجة،
وربما لاختلاف طبيعة السائح والمسافر الذي أصبح له متطلبات أخرى في رحلاته السياحية قد لا توفرها الإقامة في الفنادق بالغة الرفاهية.
وما يميز فنادق البوتيك عن غيرها هو أنها في الأساس توجد في بنايات غير مصممة لتكون فنادق،
فربما يكون قصرا قديما أو عمارة سكنية أو أي مكان لم يبن ويصمم ليكون مكانا يقدم خدمة فندقية،
كما أن هذه الفنادق غالبا ما تكون في قلب المدينة وسط مناطق سكنية وشوارع مكتظة بالمتاجر والبشر من أهل المدينة وهو ما يوفر له تجربة ثرية من خلال المعايشة لطبيعة المدينة وأهلها خلال تنقلاته، وحتى من شرفته أثناء الإقامة في الفندق،
كما أن التصميم الداخلي لهذه النوعية من الفنادق يختلف كثيرا عن تصميمات وديكورات الفنادق الكبرى،
ففنادق البوتيك غالبا ما تتميز ديكوراتها بالبساطة والحميمية وبالبعد عن البذخ والأشياء المبالغ فيها،
فالديكور غالبا ما يشبه ديكورات المنازل العادية وربما كثيرا ما يغلب عليه الطابع المحلي للمنطقة التي يقع فيها من خلال السجاد واللوحات والأرائك والثريات مع البعد عن الديكورات والأشياء غير المألوفة لأنها غالبا لا تتناسب مع المكان والمساحة،
كما أن اختيارات ألوان الحوائط وقطع الأثاث غالبا ما يغلب عليها الطابع التقليدي الكلاسيكي،
فبهو الفندق غالبا ما يكون صغير المساحة ويشمل على الأرائك التقليدية وربما مكتبة مثل جو المنازل،
إلا أن هذا لا يمنع من توفير متطلبات الراحة والتكنولوجيا الحديثة لمرتاديها مثل مكيفات الهواء وخدمات الإنترنت والحمامات المزودة بالجاكوزي،
وقد تكون كل غرفة من غرف الفندق مميزة عن غيرها ولها طابع معين في الأثاث والستائر والديكور ،
ولكن ما يجمعها هو الاعتماد على الديكورات ذات الطابع التقليدي التي تميز المكان أو المدينة عن غيرها.
ونظرا لطبيعة هذه الفنادق فإن عدد الغرف فيها يكون قليلا، وبالتالي تستقبل عددا محدودا من النزلاء،
وهو ما يجعلها أكثر هدوءا وأقل ضجيجا من الفنادق الكبرى لكن بعض السلاسل العالمية التي اتجهت إلى افتتاح بعض الفروع تحت هذا المسمى نتيجة لانتشاره على مستوى العالم،
زادت من عدد الغرف، وتفننت في تقديم الكثير من الخدمات الفندقية التي تناسب بعض المسافرين،
والتي قد يفضلون هذه الفنادق دون غيرها. أيضا من مميزات فنادق البوتيك أنه غالبا ما يديرها إما فرد أو عائلة تمتلك المكان الذي تم تحويله لفندق وفي بعض الأحيان شركة صغيرة مما يجعل القائم على الإدارة موجودا في المكان بشكل دائم،
ومحتك بشكل مباشر مع النزلاء، ما يوفر علاقة تفاعلية بين النزيل والإدارة،
تتيح استكشاف وتقييم رؤية النزلاء ومدى رضاهم عن الخدمة المقدمة في المكان.
كما يتيح العدد المحدود من الغرف لنزلاء الفندق بعض الامتيازات التي قد لا تتوافر في الفنادق الضخمة ومنها الحميمية في العلاقة بين العاملين في الفندق والنزلاء،
ناهيك عن الشعور بالراحة والأمان والنظافة التامة للمكان.. ففي الفنادق الصغيرة غالبا ما يعرف النزلاء بالاسم لموظف الاستقبال وللقائم على خدمة الغرف مما يوفر علاقة طيبة بين الطرفين
كما أن قلة عدد النزلاء تمكن الفندق من التفاعل معهم بشكل أكبر ومساعدتهم والإجابة عن استفساراتهم، خاصة فيما يتعلق بالمكان والبلد والأماكن المرشحة للزيارة وأفضل الطرق للوصول إليها..
كما أن بعض الفنادق من هذه النوعية غالبا ما توفر رحلات دورية للأماكن الأثرية والسياحية،
فتوفر على النزيل مشقة البحث والتنقل إذا كان غير متعاقد مع إحدى الوكالات السياحية التي ستتولى هذه المهمة،
ثم إن تجربة الإقامة فيها بشكل عام تشبه الجو العائلي، حيث غالبا ما يتاح للنزلاء الاستمتاع بتناول إفطارهم في شرفة الفندق المطلة على أجواء المدينة.
وقد بدأ هذا النوع من الفنادق في الظهور مؤخرا في مصر مع افتتاح بعض الفنادق التي تنتهج هذا الاتجاه في مناطق متنوعة من أحياء القاهرة المختلفة،
فهناك بعضها في أماكن معينة بالقاهرة القديمة، يتوافر لنزلائها تجربة فريدة بالإقامة في مكان له سحر المناطق الأثرية،
وهناك فنادق في وسط القاهرة بما تمثله من صخب الحياة وضجيج المدينة، وهناك فنادق على أطراف القاهرة توفر بعض الهدوء.
كما أن هناك الكثير من فنادق البوتيك بدأت في الظهور في المناطق السياحية مثل شرم الشيخ والغردقة لتقدم خدمة فندقية مميزة وأقل تكلفة من سلاسل الفنادق الشهيرة المنتشرة هناك،
إضافة إلى بدء ظهور هذه النوعية من الفنادق لسلاسل عالمية كبرى،
حيث تم افتتاح أول فندق بوتيك تابع لسلاسل الفنادق العالمية مؤخرا والتابع لشركة «كمبينسكي»
وغالبا لن يكون الأخير لتنامي وانتشار هذا الاتجاه في الخدمة الفندقية حول العالم .